الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: فتوح البلدان (نسخة منقحة)
وجمع له بنو عمرو بن معاوية بن الحارث الكندي، فبيتهم فيمن معه من المسلمين فقتل منهم بشرا فيهم مخوس ومشرح وحمد وأبضعة بنو معدي كرب ابن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر القرد، والقرد الجواد في كلامهم، ابن الحارث بن الولادة بن عمرو بن معاوية بن الحارث.وكانت لهؤلاء الاخوة أودية يملكونها، فسموا الملوك الاربعة.وكانوا وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ارتدوا، وقتلت أخت لهم يقال لها العمردة، وقاتلها يحسبها رجلا.ثم إن زيادا أقبل بالسبي والاموال فمر على الأشعث بن قيس وقومه، فصرخ النساء والصبيان وبكوا، فحمى الأشعث أنفا وخرج في جماعة من قومه فعرض لزياد ومن معه.فأصيب ناس من المسلمين، ثم هزموهم.فاجتمعت عظماء كندة إلى الأشعث بن قيس.فلما رأى زياد ذلك كتب إلى أبي بكر يستمده، وكتب أبو بكر إلى المهاجر بن أبي أمية يأمره بإنجاده.فلقيا الأشعث بن قيس فيمن معهما من المسلمين، ففضا جمعه وأوقعها بأصحابه، فقتلا منهم مقتلة عظيمة.ثم إنهم لجأوا إلى النجير، وهو حصن لهم، فحصرهم المسلمون حتى جهدوا.فطلب الأشعث الأمان لعدة منهم وأخرج نفسه من العدة.وذلك إن الجفشيش الكندي- واسمه معدان بن الأسود بن معدي كرب- أخذ بحقوه وقال: أجعلني من العدة.فأدخله وأخرج نفسه.ونزل إلى زياد بن لبيد والمهاجر فبعثا به إلى أبي بكر الصديق، فمن عليه وزوجه أخته أم فروة بنت أبي قحافة.فولدت له محمدا وإسحاق وقريبة وحبابة وجعدة.وبعضهم يقول: زوجه أخته قريبة.ولما تزوجها أتى السوق فلم ير بها جزورا إلا كسف عرقوبيها وأعطى ثمنها وأطعمها الناس.وأقام بالمدينة، ثم سار إلى الشام والعراق غازيا، ومات بالكوفة وصلى عليه الحسن بن علي بن أبي طالب بعد صلحه معاوية.وكان الأشعث يكنى أبا محمد ويلقب عرف النار.286- وقال بعض الرواة: ارتد بنو وليعة قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.فلما بلغت زياد بن لبيد وفاته صلى الله عليه وسلم دعا الناس إلى بيعة أبي بكر، فبايعوه خلا بني وليعة، فبيتهم وقتلهم.وارتد الأشعث وتحصن في النجير، فحاصره يزاد بن لبيد والمهاجر، اجتمعا عليه وأمدهما أبو بكر رضي الله عنه بعكرمة بن أبي جهل بعد انصرافه من عمان.فقدم عليهما وقد فتح النجير.فسأل أبو بكر المسلمين أن يشركوه في الغنيمة ففعلوا.290- قالوا: وكان بالنجير نسوة شمتن بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.فكتب أبو بكر رضي الله عنه في قطع أيديهن وأرجلهن، منهن الثبجاء الحضرمية، وهند بنت يامين اليهودية.291- وحدثني بكر بن الهيثم، قال: حدثني عبد الرزاق بن همام اليماني، عن مشايخ حدثوه من أهل اليمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولى خالد بن سعيد بن العاصي صنعاء، فأخرجه العنسي الكذاب عنها، وأنه ولى المهاجر بن أبي أمية على كندة، وزياد بن لبيد الأنصاري على حضرموت والصدف- وهم ولد مالك بن مرتع بن معاوية بن كندة- وإنما سمى صدفا لأن مرتعا تزوج حضرمية وشرط لها أن تكون عنده، فإذا ولدت ولدا لم يخرجها من دار قومها.فولدت له مالكا.فقضى الحاكم عليه بأن يخرجها إلى أهلها.فلما خرج مالك عنه معها قال: صدف عنى مالك.فسمى الصدف.وقال عبد الرزاق: فأخبرني مشايخ من أهل اليمن قالوا: كتب أبو بكر إلى زياد بن لبيد والمهاجر بن أبي أمية المخزومي، وهو يومئذ على كندة، يأمرهما أن يجتمعا فتكون أيديهما يدا وأمرهما واحدا، فيأخذا له البيعة ويقاتلا من امتنع من أداء الصدقة.وأن يستعينا بالمؤمنين على الكافرين وبالمطيعين على المعاصين والمخالفين.فأخذا من رجل من كندة في الصدقة بكرة من الابل، فسألهما أخذ غيرها فسامحه المهاجر وأبى زياد إلا أخذها وقال: ما كنت لأردها بعد أن وقع عليها ميسم الصدقة.فجمع بنو عمرو بن معاوية جمعا.فقال زياد بن لبيد للمهاجر: قد ترى هذا الجمع، وليس الرأي أن نزول جميعا عن مكاننا، ولكن أنفصل عن العسكر في جماعة فيكون ذلك أخفى للامر وأستر.ثم أبيت هؤلاء الكفرة.وكان زياد حازما صليبا.فصار إلى بني عمرو وألفاهم في الليل فبيتهم فأتى على أكثرهم، وجعل بعضهم يقتل بعضا.ثم اجتمع والمهاجر ومعهما السبي والأسارى، فعرض لهما الأشعث بن قيس ووجوه كندة فقاتلاهم قتالا شديدا.ثم إن الكنديين تحصنوا بالنجير، فحاصراهم حتى جهدهم الحصار، وأضربهم.ونزل الأشعث على الحكم.292- قالوا: وكانت حضرموت أتت كندة منجدة لها، فواقعهم زياد والمهاجر فظفرا بهم وارتدت خولان، فوجه إليهم أبو بكر يعلي بن منية فقاتلهم حتى أذعنوا وأقروا بالصدقة، ثم أتى المهاجر كتاب أبي بكر بتوليته صنعاء ومخاليفها، وجمع عمله لزياد إلى ما كان في يده.فكانت اليمن بين ثلاثة: المهاجر وزياد ويعلى.وولى أبو سفيان بن حرب ما بين آخر حد الحجاز وآخر حد نجران.293- وحدثني أبو التمار قال: حدثني شريك قال: أنبأنا إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي قال: ارتد الأشعث بن قيس الكندي في ناس من كندة فحوصروا، فأخذ الأمان لسبعين منهم ولم يأخذه لنفسه، فأتى به أبو بكر فقال: إنا قاتلوك، لأنه لا أمان لك إذ أخرجت نفسك من العدة.فقال: بل تمن علي يا خليفة رسول الله وتزوجني.ففعل وزوجه أخته.294- وحدثني القاسم بن سلام أبو عبيد قال: حدثنا عبد الله بن صالح كاتب الليث ابن سعد عن علوان بن صالح عن صالح بن كيسان عن حميد بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي بكر الصديق أنه قال: ثلاث تركتهن ووددت أنى لم أفعل.وددت أني يوم أتيت بالأشعث بن قيس ضربت عنقه، فإنه تخيل إلى أنه لا يرى شرا إلا سعى فيه وأعان عليه.وودت أني يوم أتيت بالفجاءة قتلته ولم أحرقه.ووددت أني حين وجهت خالدا إلى الشام وجهت عمر بن الخطاب إلى العراق، فأكون قد بسطت يمينى وشمالي جميعا في سبيل الله.295- أخبرني عبد الله بن صالح العجلي عن يحيى بن آدم عن الحسن بن صالح عن فراس أو بنان، عن الشعبي أن أبا بكر رد سبايا النجير بالفداء لكل رأس أربعمائة درهم، وأن الأشعث بن قيس استسلف من تجار المدينة فداءهم ففداهم ثم رده لهم.وقال الأشعث بن قيس يرثى بشر بن الأودح، وكان ممن وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتد، ويزيد بن أماناة، ومن قتل يوم النجير:
|